السياسات الجديدة للربح من فيسبوك 2025: كل ما تحتاج معرفته لتحقيق أقصى استفادة
شهد عام 2025 تغييرات جذرية في سياسات الربح من منصة فيسبوك، وهي تغييرات تهدف إلى تنظيم العملية، وتشجيع المحتوى الأصلي، والحد من إعادة نشر المواد المنسوخة من منصات أخرى. إذا كنت منشئ محتوى أو تفكر في دخول مجال الربح من فيسبوك، فهذا المقال هو دليلك الشامل لفهم التحديثات الجديدة وكيفية الاستفادة منها.
أولاً: التحول نحو أداة واحدة شاملة للربح
أعلنت ميتا أن جميع أدوات الربح السابقة سيتم دمجها في أداة واحدة تُسمى Content Monetization، وهي أداة شاملة تغطي جميع أشكال المحتوى على المنصة، بما في ذلك:
-
الريلز القصيرة.
-
الفيديوهات الطويلة.
-
الصور والمنشورات الكتابية.
-
القصص (Stories).
بحلول 31 أغسطس 2025، لن يتمكن أي صانع محتوى من الاستمرار باستخدام الأدوات القديمة مثل "مكافآت الريلز" أو "الإعلانات داخل الفيديو"، بل سيكون لزامًا تفعيل الأداة الجديدة.
الصفحات القديمة التي سبق لها تفعيل أي أداة ربح ستكون لها أولوية في الانتقال إلى النظام الجديد، بينما الصفحات الجديدة ستُفعّل تدريجيًا.
ثانياً: التركيز على المحتوى الأصلي
من أبرز ملامح السياسات الجديدة هو التركيز الكبير على المحتوى الأصلي.
-
أي منشئ محتوى يقوم بالتصوير بنفسه أو إنتاج محتوى صوتي/مرئي خاص به سيجد فرصًا أكبر للوصول والربح.
-
في المقابل، المنشورات التي تتضمن مقاطع مأخوذة من تيك توك أو يوتيوب أو صفحات أخرى على فيسبوك، سيتم اكتشافها بسهولة عبر أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بالمنصة، مما يؤدي إلى:
-
انخفاض معدل التوزيع (Reach).
-
تقييد الأرباح بشكل مؤقت أو دائم.
-
هذا يعني أن السياسات الجديدة تمثل فرصة ذهبية لصناع المحتوى الأصليين، لكنها في الوقت ذاته رسالة واضحة لمواجهة "إعادة النشر" أو سرقة المحتوى.
ثالثاً: أدوات تقييم جودة المحتوى
لتسهيل فهم صناع المحتوى لأداء منشوراتهم، أضاف فيسبوك ميزات جديدة تساعدك على معرفة ما إذا كان محتواك متوافقًا مع السياسات.
-
عند رفع فيديو أو منشور، قد تظهر لك إشعارات مثل:
-
"الفيديو بجودة ضعيفة" (أقل من 720p).
-
"العنوان غير مناسب للتوصية".
-
-
هذه التنبيهات تمنحك فرصة لتصحيح الأخطاء قبل أن يتأثر توزيع المحتوى وأرباحه.
كذلك، أضافت المنصة لوحة رؤى المنشورات (Post Insights) التي تعرض تفاصيل دقيقة عن:
-
جودة الفيديو.
-
التوافق مع السياسات.
-
نسبة الوصول والمشاهدات.
-
الأرباح النشطة.
رابعاً: تحسين جودة الفيديو والصوت
من أبرز شروط النجاح في النظام الجديد هو الجودة العالية.
-
يُفضل رفع فيديوهات بدقة لا تقل عن 1080p (Full HD)، بينما يُعتبر 720p الحد الأدنى المقبول.
-
يوصى باستخدام هواتف ذات كاميرات جيدة أو كاميرات احترافية، مع برامج مونتاج تضمن الحفاظ على الجودة.
-
الفيديوهات المصورة بالوضع الطولي (9:16) تحظى بانتشار أكبر لأنها تتناسب مع مشغل الريلز. أما الفيديوهات العرضية (16:9) فأرباحها ومشاهداتها تقل كثيرًا.
وبالنسبة للصوت:
-
يجب أن يحتوي الفيديو على صوت أو موسيقى.
-
يمكن استخدام مكتبة الموسيقى المجانية الخاصة بفيسبوك لتجنب مشاكل حقوق الطبع والنشر.
-
في حالة استخدام موسيقى مرخصة، قد يتم اقتطاع نسبة كبيرة من الأرباح لصالح مالك الحقوق (80%)، بينما تحصل أنت فقط على 20%.
خامساً: الجمع بين النصوص والصور/الفيديوهات
واحدة من النقاط المهمة في التحديثات الجديدة:
-
المنشورات النصية فقط لم تعد تحظى بنفس الاهتمام أو التوصية.
-
لذلك إذا أردت كتابة مقال أو منشور طويل، فمن الأفضل إضافة صورة أو فيديو مرتبط بالموضوع لزيادة فرص الوصول والتفاعل.
سادساً: الفرصة الذهبية لصناع المحتوى الجادين
قد يرى البعض أن هذه التحديثات قيود جديدة، لكنها في الحقيقة تفتح الباب أمام أصحاب المحتوى الحقيقي والمبدع.
-
إذا كنت تقدم محتوى أصليًا بجودة جيدة، فإن فرصتك للنجاح أصبحت أكبر من أي وقت مضى.
-
أما الذين يعتمدون على إعادة النشر أو سرقة المقاطع، فإن المستقبل لن يكون في صالحهم.
سابعاً: كيف تستعد للتحديثات الجديدة؟
إليك بعض النصائح العملية للاستفادة من السياسات:
-
اصنع محتوى أصلي سواء بالصوت أو الفيديو أو الكتابة.
-
استثمر في جودة التصوير والمونتاج ولا ترفع فيديو أقل من 1080p.
-
التزم بالوضع الطولي لتضمن توصية فيسبوك بمحتواك.
-
استخدم الموسيقى المجانية من مكتبة فيسبوك.
-
أضف صور أو فيديوهات مع النصوص لزيادة معدل الوصول.
-
تابع لوحة رؤى المنشورات باستمرار لمعرفة أي مشاكل وتعديلها.
الخلاصة
تغييرات فيسبوك 2025 ليست مجرد تحديثات تقنية، بل هي تحول استراتيجي يضع صانع المحتوى الأصلي في المقدمة. إذا التزمت بالقواعد الجديدة، واهتممت بجودة المحتوى، فستكون أمام فرصة ذهبية لبناء جمهور واسع وتحقيق أرباح مستمرة.
هذه المرحلة هي اختبار حقيقي للتمييز بين "ناقل المحتوى" و"المبدع الحقيقي". والرهان الآن: هل ستلحق بالركب وتستفيد من الفرص، أم ستتوقف عند القيود وتفقد مكانك في المنافسة؟